في السنوات القليلة الماضية، خطت شركة البوتاس العربية خطواتجادة وعملية تمكنت بفضلها من تأسيس منظومة اقتصادية متكاملةتدعم التنمية المستدامة وتُبرز قدرة الأردن على تقديم صناعاتتنافسية عالمياً، محققةً بذلك إنجازات وطنيّة تضاف إلى سجلالأردن الحافل.
وقد حظيت الشركة بدعم ملكي مستمر من لدّن صاحب الجلالة الملكعبدالله الثاني ابن الحسين، أبرزَ إمكانياتها في رفع مستوى الإنتاجوتعزيزِ الصادرات.
هذا الدعم الملكي لم يكن مجرد إشادة بالنجاح، بل كان دافعاً قوياًلتحفيز شركة البوتاس العربية على المضي قدماً بتنفيذ مشاريعهاوخططها المستقبلية التي تقدر كلفتها بأكثر من (3) مليارات دولار،ساعية إلى تحقيق مستوى عالٍ من الأداء الذي يُجسد " النديةالعالمية" بفضل رأس المال البشري، والموارد الطبيعة الغنية التييملكها الأردن وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وتشريعاتهالاقتصادية الراسخة.
واليوم، تواصل الشركة مسيرتها الطموحة، مُستندة إلى رؤية ثاقبةوإدارة حكيمة، لتسهم في دعم الاقتصاد الوطنيِ وفي تحقيقالتنمية المستدامة، غير غافلة عن تعزيز دورها المتنامي في تحقيقالأمن الغذائي العالمي.
في حوار خاص مع وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، استعرض كل منرئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب، والرئيسالتنفيذي الدكتور معن النسور، أهمَّ محطات هذه المسيرة الحافلة،كاشفين عن أبرز المشاريع والخطط المستقبلية التي ترسم ملامحمستقبل واعد للشركة، بما في ذلك مشاريعها التوسعية الطموحة، مثل؛ مشروع التوسع الجنوبي لزيادة إنتاج مادة البوتاس، ومشروع إنشاء مصنع للأسمدة المتخصصة، بالإضافة إلى استثماراتها النوعية في شركة برومين الأردن.
كما أكد المسؤولان، على التزام الشركة بالمساهمة الفاعلة في تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، من خلال تعزيز إنتاج البوتاس والبناء على الفرص التكاملية ما بين العناصر السمادية والكيماوية المتوافرة في المملكة، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتطوير الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة العالية.
وجرى التشديد في اللقاء، على أهمية مركز البحث والتطوير والابتكار الذي تم افتتاحه مؤخراً في مقر الشركة في غور الصافي برعاية ملكية سامية، ودوره في تعزيز الابتكار وتطوير منتجات جديدة، بما يخدم قطاع التعدين والصناعات الكيماوية في الأردن.
ولم يُغفل اللقاء إبراز دور شركة البوتاس العربية في الخدمة المجتمعية، من خلال دعم العديد من المبادرات التنموية في مختلف المجالات، والتزام الشركة بالمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي.
وفيما يلي نص الحوار :
بترا: معروف أن شركة البوتاس العربية من الشركات التعدينية الصناعية الكبرى في مجال الأسمدة ولها دور حيوي في الاقتصاد الوطني، وقد اهتمت القيادة الهاشمية لهذا الأمر مبكراً، حيث حظيت الشركة بدعم ملكي واضح تبدى ذلك في الزيارات الملكية للشركة، ومتابعة جلالته المستمرة لأعمالها في السنوات الأخيرة الماضية، برأيكم كيف تعكس الزيارة الملكية الأخيرة لشركةالبوتاس العربية دعم القيادة الهاشمية للشركة وللصناعةالوطنية؟
م. أبو هديب : تجسد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني، التي رافقهفيها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد في شهرتشرين الثاني الماضي، لشركة البوتاس العربية في غور الصافيدليلاً واضحاً على اهتمام القيادة الهاشمية بدعم الصناعاتالوطنية، التي تُعد من الأعمدة الأساسية للاقتصاد الأردني، معالتركيز بشكل خاص على قطاع التعدين والكيماويات، الذي يمثلأحد القطاعات الأكثر أهمية من حيث القيمة المضافة. وتؤكد هذهالزيارة اهتمام جلالته بمتابعة أداء الشركات الوطنية، وتعزيز دورهافي زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار، وبمايتماشى مع الرؤية الملكية في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وتبرز هذه الزيارة الثقة الملكية السامية بشركة البوتاس العربيةبوصفها شركة وطنية رائدة، مسلطةً الضوء على قدراتها في تعزيزالإنتاج وزيادة الصادرات. كما تُظهر هذه الخطوة التزام الأردنبتطوير قطاع التعدين بما يسهم في تحقيق أهدافه الاقتصادية،ويدعم مساعيه لترسيخ مكانته في الأسواق العالمية من خلالتطوير الصناعات الوطنية ورفع مستوى تنافسيته. الزيارة الملكيةأيضاً تعكس دعم القيادة المستمر للابتكار في القطاع الصناعي،وتعزز من روح الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطويرالمشاريع الاستراتيجية التي تساهم في نمو الاقتصاد الوطنيوتعزيز قدرة المملكة على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. كماأنها تؤكد أن القيادة الهاشمية تضع الاستثمار في القطاعالصناعي على رأس أولوياتها لدفع عجلة التنمية المستدامة وتوفيرفرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من الصناعاتالحيوية في الأردن.
بترا : خلال الزيارة الملكية، افتتح جلالة الملك عدداً منالمشاريع التوسعية الجديدة التي انتهت شركة البوتاسالعربية من تنفيذها في عام 2024، هل لكم أن تطلعونا على أبرز هذه المشاريع وأهدافها وكلفتها الإجمالية ؟
د. النسور : تشرفنا خلال الزيارة الملكية بافتتاح جلالته لعدد من المشاريع الهامة والحيوية لشركة البوتاس العربية والتي بلغت كلفتها الإجمالية حوالي(450) مليون دولار، وتهدف هذه المشاريع إلىتعزيز القدرات الإنتاجية للشركة، ورفع تنافسيتها، وتحقيق التنميةالمستدامة.
شملت المشاريع التي افتتحها جلالته؛ مشروع محطة الضخالرئيسية، الذي يُعد الشريان الأساسي لضمان استمرارية العمليةالإنتاجية، حيث يسهم هذا المشروع في توفير المواد الأولية اللازمةلدعم المشاريع التوسعية للشركة. بالإضافة إلى ذلك، افتتح جلالته مشروع مصنع البوتاس الحبيبي، الذي يهدف إلى رفع الطاقةالإنتاجية للشركة من مادة البوتاس الحُبيبي من (450) ألف طن إلىنحو (1.2) مليون طن سنوياً، ما يعزز من الحصة السوقية للشركةفي الأسواق العالمية الهامة مثل؛ البرازيل، والولايات المتحدةالأمريكية، وأوروبا، وعدد من الدول الآسيوية.
كما تضمنت المشاريع التي افتتحها جلالته؛ المرحلة الأولى من مشروع التوسع الشرقي، الذي يسهم في زيادة القدرة الإنتاجيةللشركة من مادة البوتاس بنحو (80) ألف طن سنوياً عبر توسيعالملاحات الشمسية. كذلك افتتح جلالته مركز العمليات والخدماتاللوجستية، الذي تم تصميمه وفق أحدث المواصفات العالمية في كلمن موقعي الشركة في غور الصافي والعقبة، بهدف تحسين عملياتتعبئة وتغليف البوتاس، وتلبية احتياجات الأسواق العالمية، معالتركيز على استهداف أسواق جديدة.
أيضاً، افتتح جلالة الملك مركز البحث والتطوير والابتكار، الذي يعززمن قدرات الشركة في إجراء بحوث معمقة حول الفرص الاستثماريةالمحتملة في معادن البحر الميت. كما يولي المركز أهمية لتطويرعمليات التصنيع والتشغيل المرتبطة بصناعة البوتاس، إلى جانبتنويع وتطوير المنتجات، بما يسهم في تعزيز تنافسية الشركة عالمياًودعم الصناعات التابعة لها.
هذه المشاريع مجتمعةً ستُحدث نقلة نوعية في الأداء التشغيليلشركة البوتاس العربية، من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادةالإنتاجية لتلبية الطلب العالمي المتزايد على مادة البوتاس. كما أنهاتفتح آفاقا لدخول أسواق جديدة ذات مردود ربحي أعلى، مما يعززمن مكانة الشركة كلاعب رئيسي في قطاعي التعدين والأسمدة عالميا.
وفخور بالقول أن جلالة الملك عبدالله الثاني، قد أشاد خلال زيارتهلمصانع الشركة في غور الصافي بالإنجازات التي حققتها الشركةفي السنوات الأخيرة، كما أثنى جلالته على الدور الريادي الذيتلعبه الشركة في دعم وتعزيز الأمن الغذائي العالمي، وعلىمساهمتها القيّمة في تحقيق النمو الاقتصادي الوطني، وبماينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي في الارتقاء بمستوى التنمية الاقتصادية في البلاد.
إن كلمات جلالته تُعدّ وسام شرفٍ لكل فردٍ في شركة البوتاسالعربية، وستُحفّزنا دائما على مواصلة العمل الدؤوب لتحقيق المزيدمن الإنجازات، وتجسيد الرؤى الملكية السامية في النهوضباقتصادنا الوطني.
بترا : عرضت شركة البوتاس العربية خلال زيارة جلالةالملك مشاريعها وخططها المستقبلية التي تهدف إلىتطوير صناعة البوتاس الأردنية، ما هي أبرز هذه المشاريع وكلفتها التقديرية ؟
م. أبو هديب : نعم ، خلال الزيارة الملكية التي شرفنا بها جلالة الملك وسمو ولي العهد، قمنا بعرض مجموعة من مشاريع الشركة التي تصل تكلفتها التقديرية إلى حوالي (3) مليارات دولار، ومنأبرز هذه المشاريع؛ مشروع التوسع الجنوبي لزيادة القدرةالإنتاجية لمادة البوتاس في المملكة، حيث يهدف المشروع إلى رفعالإنتاج السنوي إلى أكثر من (3.5) مليون طن، مما سيسهم فيتعزيز حصة الشركة السوقية ورفع قدرتها التنافسية على الصعيدينالإقليمي والدولي. بالإضافة إلى ذلك، تم عرض مشاريع تطويرالمنتجات ذات القيمة المضافة العالية، مثل التكامل بين البوتاسوالفوسفات، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي،وهذه المبادرات تهدف كذلك إلى تحسين جودة المنتجات وتوسيعأسواق التصدير.
كما تم التركيز على مشاريع المياه والطاقة والنقل، خاصة تلكالمرتبطة بالاستدامة، مثل دراسة مشروع تحلية مياه البحر الأحمر،الذي يهدف إلى توفير مصادر مياه جديدة للمنطقة التي تعمل فيها شركة البوتاس العربية وشركاتها التابعة والحليفة، وزيادة الأمنالمائي. ويُضاف إلى هذه المشاريع؛ مشاريع توليد الطاقة الشمسيةالمتجددة، التي تسهم في تحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الاعتمادعلى المصادر التقليدية للطاقة. كما تمت مناقشة مشروع استخدامالشاحنات الكهربائية في نقل البوتاس، الذي يعد خطوة مهمة نحوتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الأهداف البيئية، وكذلك دراسة مشروع مد سكة حديدية لنقل البوتاس من غور الصافي إلى موانىء العقبة. هذه المشاريع تأتي في إطار سعي الشركة لتعزيز دورها فيالاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة وتعزيز مكانتها العالميةكإحدى الشركات الرائدة في صناعة البوتاس.
بترا : المتتبع لإنجازات شركة البوتاس العربية على مدار السنوات القليلة الماضية، يرى أنها أصبحت أنموذجاًاستثمارياً متميزاً للأعمال، حيث تلتقي فيها المؤشراتالمالية والتشغيلية ضمن معادلة محكمة وازنت بين العوائدوالمخاطر، مع التركيز على تعظيم القيمة للمساهمينوالمحافظة على مكانتها الريادية في الأسواق الإقليميةوالدولية. هل لكم أن تحدثونا عن أبرز النتائج التشغيلية والمالية للشركة خلال الفترة من (2019-2024)؟
د. النسور: حققت شركة البوتاس العربية إنجازات تشغيلية وماليةغير مسبوقة خلال الفترة من(2019- 2024)، مما يعكس نجاحاستراتيجياتها المدروسة ومقاربتها الدقيقة لتحقيق النمووالاستدامة.
من الناحية التشغيلية، تمكنت الشركة من تحقيق أرقام قياسية فيالإنتاج والمبيعات، بلغت خلال الفترة من (2019- 2024) نحو (15.9) مليون طن، ما يشير إلى تطور واضح في أداء الشركة،مدعوماً بإدارة دقيقة للموارد والعمليات التشغيلية، وعند تحويل هذهالأرقام إلى معدلات نمو سنوية، يتضح جلياً كفاءة عمليات الشركةوتوازنها مع الطلب في السوق، إذ تمكنت الشركة من رفع كمياتالإنتاج السنوية من مادة البوتاس من حوالي (2.4) مليون طن فيالعام 2018 لتصل إلى ما يفوق (2.8) مليون طن في العام 2024 وبنسبة نمو بلغت 17%، وتم ذلك من خلال رفع كفاءة العملياتالتصنيعية وقبل دخول مشاريع التوسع الجديدة التي يجري العملعليها حالياً في الخدمة.
وفي جانب الإنفاق الرأسمالي، سجلت الشركة متوسط إنفاق سنويعلى المشاريع بلغ (213) مليون دولار، ليصل الإجمالي إلى (1.3) مليار دولار على مدى الست سنوات الأخيرة، أما الأداء الماليللشركة، فقد أظهرت البيانات تحقيق صافي أرباح إجمالية تُقدّر بـ(2.2) مليار دولار خلال الفترة ذاتها، وهو ما يعادل متوسطاً سنوياًيصل إلى حوالي (367) مليون دولار، ويعكس هذا الرقم الاستخدام الفعّال للموارد، ونجاح الشركة في تحسين الهوامش الربحيةوخفض التكاليف الثابتة عبر أساليب إدارة مُحكمة ودقيقة.
أيضاً، وخلال هذه الفترة أنتجت الشركة (6) أصناف جديدة عاليةالجودة من مادة البوتاس ليرتفع اجمالي الأصناف التي تنتجها الشركة إلى (9) أصناف بدلاً من (3) أصناف كما كانت عليه قبلالعام 2019، يتم تصديرها إلى مختلف القارات حول العالم من موانئالمملكة في العقبة خصوصاً من الميناء الصناعي الذي افتتحه جلالة الملك عبدالله الثاني في حزيران من العام 2022، كما ساهمت صادراتالشركة بتحسين الميزان التجاري للمملكة مع الشركاء التجاريينمثل؛ دول الاتحاد الأوروبي، ودول أمريكا الجنوبية وعلى الأخص البرازيل، وأستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية، وتايلند.
وفي إطار الخطط المستقبلية، تستعد الشركة لمواصلة الإنفاقالاستثماري بما ينسجم مع خطط النمو المستدام. هذه الخططتعتمد على معادلات دقيقة تتضمن زيادة القدرات الإنتاجية، وتعزيزالكفاءة التشغيلية، والاستثمار في الصناعات المشتقة ذات القيمة المضافة العالية. كما تتضمن خطط الشركة المستقبلية؛ مشاريع للتحول الرقمي والتوسع في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمليات الشركة التشغيلية المختلفة.
وفي ضوء هذه الإنجازات، ومن خلال منبركم أتوجه بالشكر والتقدير لموظفي الشركة المتميزين الذين يشكلون الركيزة الأساسية لنجاحهاواستدامة تطورها، إذ أن التزامهم وتفانيهم في العمل يعكس روحالتميز والابتكار التي تنتهجها الشركة في جميع مشاريعها.
بترا : كيف يمكن للأردن أن يستثمر نجاحات شركةالبوتاس العربية لتعزيز دوره في تحقيق الأمن الغذائيالعالمي وترسيخ صورته كفاعل رئيسي في ذلك المجال على الساحة الدولية؟
م. أبو هديب: تساهم شركة البوتاس العربية في تعزيز الأمنالغذائي العالمي من خلال توفير منتجات أساسية للزراعة المستدامةوزيادة إنتاجية المحاصيل. ويُعدُّ نجاح الشركة فرصة ثمينة للأردنلتعزيز مكانته كفاعلٍ رئيسي في هذا المجال على الساحة الدولية، ولتحقيق ذلك، فعلى الأردن استثمار هذه النجاحات إعلامياًودبلوماسياً لتعزيز صورته كدولة فاعلة وموثوقة في القضايا الدولية،وخصوصاً في ملف الأمن الغذائي العالمي.
ويمكن للأردن أيضاً، توظيف هذه الانجازات لجذب شراكات دوليةقوية في مجالات الصناعة، والزراعة، والتنمية المستدامة، مما يعززمن مكانته كدولة ذات تأثير ملموس وريادي في مواجهة التحدياتالعالمية.
كما يُعدّ الاستثمار في البحث العلمي وتطوير تقنيات جديدة فيمجال إنتاج البوتاس وتطوير الواقع البيئي، أموراً ضرورية لضماناستدامة هذا القطاع الحيوي. ومن خلال هذه الجهود المتكاملة،سيتمكن الأردن من ترسيخ صورته كفاعل رئيسيّ في تحقيق الأمنالغذائي العالمي، والمساهمة في بناء مستقبلٍ أكثر استدامة للجميع.
بترا: أعلنتم مؤخراً عن مشروع ضخم يتمثل في شراكةبين شركة البوتاس العربية وشركة ألبامارل الأمريكيةلتنفيذ مشروع توسعة في شركة برومين الأردن بقيمةتتجاوز (800) مليون دولار. ما هي أبعاد مشروع التوسعةفي شركة برومين الأردن، وكيف يُسهم هذا المشروع فيتعزيز مكانة الأردن في قطاع الصناعات الكيماوية علىالمستويين الإقليمي والدولي؟
د. النسور: يهدف المشروع المشترك ما بين شركة البوتاس العربيةوشركة ألبامارل الأمريكية الذي سيتم تنفيذه على مدار خمسسنوات بكلفة تتجاوز قيمته (800) مليون دولار سيتم تمويلها ذاتياً من الأرباح المدورة في شركة برومين الأردن إلى زيادة الطاقةالإنتاجية لشركة برومين الأردن من مادة البرومين والمواد المشتقةالمتخصصة. وتجدر الإشارة أن هذه الشراكة ما بين الشركتين بدأتفي العام 1998 وأثبتت نجاعتها، إذ أصبحت شركة برومين الأردنالتي تعمل في منطقة الأغوار الجنوبية، واحدة من أكبر الشركاتالمنتجة لمادة البرومين في العالم.
إن اختيار شركة ألبامارل لتنفيذ مشروع التوسع في الأردن مع شركة البوتاس العربية، مبني على عدة عوامل رئيسة منها؛ النجاحالمستمر للشراكة بين الشركتين، والبيئة الاستثمارية الجاذبة فيالأردن، وموقع المملكة الاستراتيجي القريب من الأسواق العالمية،وتوافر المواد الأولية من معادن البحر الميت، إضافة إلى وجود عمالةأردنية مؤهلة ومدربة.
ومن المتوقع أن يُسهم مشروع التوسع الذي يشمل أربع مراحل فيتعزيز مكانة الأردن في قطاع الصناعات الكيماوية على الصعيدينالإقليمي والدولي، حيث يُنتظر أن تصبح شركة برومين الأردن الأولىعالمياً في تصنيع البرومين والمواد المشتقة منه بعد استكمالالمشروع، مما يسهم في تحسين الواقع الاقتصادي، ويشجع علىجذب المزيد من الاستثمارات في قطاع الصناعات الكيماوية.
ومن الجدير ذكره أن استخدامات مادة البرومين متعددة، فهيتُستخدم في العديد من الصناعات المتخصصة مثل؛ تصنيع الأدويةوالأغذية ومواد مثبطات اللهب ووسائل النقل والأجهزة الكهربائيةوكيماويات معالجة المياه ، وغيرها.
أما بالنسبة للآثار الاقتصادية، فإن المشروع سيوفر عند استكماله حوالي (650) فرصة عمل دائمة، بالإضافة إلى مئات الفرص خلالفترة التنفيذ. كما أنه من المتوقع أن يُسهم المشروع في زيادةالصادرات الوطنية والناتج المحلي الإجمالي، حيث سترتفع حصةالبرومين من الناتج المحلي الإجمالي من 2.2% إلى نحو 5% عنداكتمال المشروع. وستتضاعف صادرات شركة برومين الأردن من 7% لتشكل حوالي 14% من إجمالي الصادرات الوطنية، بالإضافةإلى زيادة إيرادات المبيعات سنوياً من حوالي (330) مليون دولارإلى نحو مليار دولار.
وباعتقادنا، أن المشروع سيُسهم في تعزيز الميزة التنافسية لصناعةالبرومين في المملكة، حيث أنه من المتوقع أن تصبح الأردن أكبرمنتج للبرومين في العالم، متفوقة من حيث إجمالي الكميات علىالولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى في هذا المجال.
بترا : كيف يُسهم قطاع التعدين والصناعات المرتبطة بهعلى وجه العموم وشركة البوتاس العربية على وجه الخصوص في تعزيز الاقتصاد الوطني ودعم التنميةالمستدامة في الأردن؟
م. أبو هديب: يُعتبر قطاع التعدين محركاً أساسياً للاقتصادالعالمي المستقبلي، فهو يوفر المواد الخام الأساسية لمختلف الصناعات ويدعم التنمية المستدامة. وقد أدرك الأردن أهمية هذاالقطاع، ووضع مسألة تطويره في مقدمة أولوياته الاقتصادية، كمايتضح في رؤية التحديث الاقتصادي.
وتُعدُّ شركة البوتاس العربية مثالاً واضحاً على نجاح قطاع التعدينوالصناعات الكيماوية المرتبطة به في الأردن، حيث قامت الشركة بزيادة طاقتها الإنتاجية من مادة البوتاس لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الأسمدة، وسعت إلى جعل الأردن من أوائل الدولالمنتجة للبرومين عالمياً.
كما تؤدي الشركة دوراً حيوياً في دعم النمو الاقتصادي حيث تُشكلصادراتها ما يقارب 8% من إجمالي صادرات المملكة، وضختالشركة حوالي(1.1) مليار دينار في خزينة الدولة خلال السنواتالست الماضية، كما رفدت النظام المصرفي الأردني بحوالي (8.6) مليار دولار من العملات الأجنبية خلال السنوات الست الماضية.
وعلى صعيد تعزيز الصادرات الوطنية؛ فإن "البوتاس العربية" تُصدر منتجاتها إلى مختلف قارات العالم، مما يُسهم في تحسينالميزان التجاري للمملكة مع العديد من الدول، وخاصةً في الاتحادالأوروبي، وأمريكا الجنوبية، حيث تضاعفت صادرات الأردن إلىالاتحاد الأوروبي ثلاث مرات خلال الأعوام الأربعة الماضية، ويعودذلك بشكل رئيسي إلى صادرات الأسمدة الأردنية، وخاصة مادةالبوتاس، والتي تُشكل 22% من إجمالي صادرات المملكة إلىالاتحاد الأوروبي، كما تضاعفت صادرات الأردن إلى أمريكاالجنوبية أربع مرات خلال الأعوام الأربعة الماضية، ويرجع ذلك إلىصادرات الأسمدة الأردنية، خاصة من مادة البوتاس، والتي تُشكل60% من إجمالي صادرات المملكة إلى أمريكا الجنوبية.
ولا يمكن إغفال دور كل من شركة صناعات الأسمدة والكيماوياتالعربية "كيمابكو" المملوكة بالكامل لشركة البوتاس العربية وتقعمصانعها في مدينة العقبة، في دعم الاقتصاد الوطني إذ تعتبرثالث أكبر منتج في العالم لمادة سماد نترات البوتاسيوم عاليالقيمة، وشركة النميرة للأملاح المختلطة والطين التي تمتلك حقوقاًحصرية في استخراج وإنتاج وتوزيع خامات البحر الميت الغنيةبالمعادن الطبيعية، وتعد شركة النميرة مصدراً رئيسياً لأملاح وطين البحر الميت العلاجية، ومزوداً للمواد التي تستخدم في تصنيع المستحضرات العلاجية والتجميلية عالية المستوى.
وعلى صعيد دعم سوق العمل فإن شركة البوتاس العربية تُوفر فرصعمل مباشرة وغير مباشرة، مما يُسهم في رفع مستويات التشغيل.
بترا : ما هي أهم التحديات التي تواجه قطاع التعدين فيالأردن؟ وكيف يمكن تجاوز هذه التحديات لتعزيز مساهمةالقطاع في الاقتصاد الوطني؟
د. النسور : يواجه قطاع التعدين في الأردن عدداً من التحديات،وقد تناولتُ هذه التحديات والحلول المقترحة لها بالتفصيل في ورقةعمل بعنوان "قطاع التعدين في الأردن: الواقع والتحديات والحلول" قدمتها مع معالي المهندس شحادة أبو هديب خلال الورشةالاقتصادية الوطنية التي عقدت في الديوان الملكي الهاشمي عام2022.
ركزت الورقة على تقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق لتحويل الأردنإلى مركز عالمي للصناعات التعدينية، وجذب الاستثماراتالأجنبية لها، وذلك من خلال؛ وضع مصفوفة تحدد أولويات وأطرالعمل على مختلف المستويات: التشغيلية، والبيئية، والتشريعية،والمالية، والتجارية، واقتراح مشاريع القيمة المضافة العالية للنهوضبقطاع التعدين وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجماليومنها؛ الاستثمار في البرومين، وصناعة بطاريات التخزين، إضافةإلى زيادة الاستثمار في صناعة الأسمدة المتخصصة، وفي مجالتقنيات الطاقة النظيفة، وتطوير صناعة الأسمدة النيتروجينية.
وقد عملت فرق بحثية متخصصة على تطوير هذه الدراسة التي تمتحويلها لاحقاً لاستراتيجية النمو في قطاع الأسمدة والكيماوياتالمشتقة، للأعوام (2024-2034) والتي تعد من المبادرات الواردة فيرؤية التحديث الاقتصادي وتهدف إلى ترسيخ مكانة الأردن كمصدررئيسي للأسمدة والكيماويات، حيث يعتبر هذا القطاع أحدالمحركات التي تعول عليها الدولة الأردنية لدعم مسار النمو والتنميةفي البلاد.
وتعتبر هذه الاستراتيجية خارطة طريق نحو تحقيق الأهداف المرجوةوالمخطط لها في رؤية التحديث الاقتصادي للارتقاء بقطاعيالأسمدة والتعدين من خلال التكامل بين العناصر السمادية المتوافرةفي المملكة وإيجاد العناصر التكميلية التي من الممكن تصنيعهامحلياً وبما يضمن دخول المملكة في صناعات مستقبلية تنافسية،كما تجسّد الاستراتيجية تطلعات الشركة في ترسيخ مكانتها فيسوق الأسمدة العالمي من خلال تصنيع منتجات متنوعة وذات قيمةمضافة عالية.
بترا: منح مجلس الوزراء مؤخراً شركة البوتاس العربيةالموافقات اللازمة للسير قدماً في تنفيذ مشروعيناستراتيجيين للطاقة المتجددة: مشروع بطاقة إنتاجيةتبلغ 30 ميجاواط ضمن منطقة امتياز الشركة في الأغوارالجنوبية، ومشروع طاقة شمسية عائم على برك الشركةبطاقة إنتاجية 6 ميجاواط، ما هي الأسباب التي دفعتالشركة إلى تبني مشاريع الطاقة المتجددة، وكيف ترتبطهذه الأسباب بمتطلبات الأسواق العالمية، خصوصاًالأوروبية؟
م. أبو هديب : إنّ تبني شركة البوتاس العربية لمشاريع الطاقةالمتجددة جاء انطلاقاً من عدة أسباب رئيسة ترتبط بأهدافهاالاستراتيجية على المستويين البيئي والتشغيلي، إلى جانب متطلباتالأسواق العالمية، وخصوصاً الأسواق الأوروبية.
وبناء على ذلك، تهدف الشركة من خلال هذه المشاريع إلى خفضالانبعاثات الكربونية الناتجة عن عملياتها التشغيلية. هذه الخطوةتعزز من التزام الشركة بالاستدامة البيئية وتقليل الأثر السلبي علىالبيئة المحيطة، بما يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي التيتركز على الموارد المستدامة. كما أن استخدام الطاقة المتجددة يسهمفي تقليل التكاليف التشغيلية على المدى الطويل وتحقيق كفاءة أكبرفي استهلاك الطاقة.
وأشير هنا مرة أخرى، إلى أن الأسواق الأوروبية تُولي أهمية كبيرةللاستدامة البيئية وتضع معاييراً صارمة لتقييم المنتجات المستوردةبناءً على الأثر البيئي لعمليات إنتاجها. لذلك، تُعد زيادة نسبةالطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء المستخدم في عمليات الشركةخطوة استراتيجية لتلبية هذه المتطلبات.
بالتالي، فإن هذه المشاريع تتماشى مع الأهداف البيئية للشركةوتلك المرتبطة بالاستدامة، كما أنها تعتبر استثماراً استراتيجياًيضمن للشركة الحفاظ على مكانتها في الأسواق العالمية، ويدعمتطلعاتها التوسعية في أسواق جديدة ذات متطلبات بيئية عالية.
بترا : كيف تُسهم شركة البوتاس العربية في تحقيقالتنافسية لقطاع التعدين في الأردن، وما هي المقوماتالتي يمتلكها الأردن لترسيخ مكانته كرائد في هذا المجال؟
د. النسور: تحرص شركة البوتاس العربية على تحقيق مستوى منالأداء يُجسد الندية العالمية في جميع جوانب عملها، بدءاً من مجلسإدارتها وإدارتها التنفيذية وجميع العاملين فيها وصولا إلى أساليبها التشغيلية، وعمليات الصيانة، وجودة منتجاتها، وتنوعها. كما تُوليالشركة اهتماماً خاصاً بسياسات التسويق وخطط التنافسية التيتضمن استمرار نجاحها وتعظيم عوائد المستثمرين فيها، إلى جانبإسهامها الملموس في رفد الاقتصاد الوطني بالموارد. كل هذهالجهود تؤكد سعي الشركة ليس فقط لتحقيق الندية عالمياً، بلأيضاً دورها الهام في صناعة التعدين والأسمدة على المستوى الدولي.
بشكل عام، يمتلك الأردن المقومات اللازمة لتحقيق ندية اقتصاديةعالمية في قطاع الصناعة والتعدين بفضل رأسماله البشري، وموارده الطبيعية الغنية، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي،وتشريعاته الاقتصادية الراسخة. وتأتي الرؤى الملكية لتكون المحركالأساسي الذي يُعزز هذه الإمكانيات ويمنح الأردن القدرة علىترسيخ مكانته كدولة رائدة في مجالات التعدين والصناعات المتطورةالأخرى، ما يضمن مستقبلاً اقتصادياً تنافسياً ومستداماً للمملكة.
بترا : كيف تُساهم شركة البوتاس العربية في دعمالاقتصاد الأردني من خلال تنمية المجتمعات المحلية، معالحفاظ على الاستدامة البيئية؟
م. أبو هديب: تُطلق شركة البوتاس العربية مبادرات تنموية فيالمجتمعات المحلية المحيطة بمواقع عملها، ومواقع أخرى في المملكةوبما يسهم في توفير فرص عمل لأبناء هذه المجتمعات، ويرتقي كذلكبمستوى المعيشة، ويُحسن من مستوى الخدمات في تلك المناطق.
وبناء على ذلك تخصص شركة البوتاس العربية وضمن استراتيجيتها للمسؤولية المجتمعية مخصصات مالية سنوية لدعموإقامة المشروعات المختلفة، ضمن قطاعات عدة أبرزها: التعليموالتدريب، والبحث والتطوير، والصحة، والبنية التحتية، والثقافة، إلىجانب دعم جامعات أردنية وجمعيات خيرية وإنسانية، وتمويلالمشاريع الصغيرة.
أيضاً تولي شركة البوتاس العربية أهمية كبيرة للاستدامة البيئية،وتسعى جاهدة إلى المحافظة على البيئة، ولأجل ذلك تُركز الشركةعلى خمسة محاور رئيسية لتحقيق الاستدامة وهي: الحوكمةالرشيدة، وإدارة المخاطر، والإنتاج المسؤول، وتطوير المواهب، وخلقتأثير إيجابي في المجتمعات المحلية، والالتزام بالمعايير البيئيةالعالمية.
من منظور شامل، تُعتبر شركة البوتاس العربية شريكاً رئيسياً فيالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأردن، وتلعب دوراً فاعلاً فيدعم الاقتصاد الوطني، وزيادة الصادرات، وتوفير فرص العمل،وتحسين مستوى المعيشة في المجتمعات المحلية، مع الالتزام بمبادئالاستدامة البيئية.
وأخيراً وليس آخراً، أرجو أن أؤكد على أن شركة البوتاس العربيةتقدر عالياً اهتمام ودعم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسينالمعظم، وولي عهده سمو الأمير الحسين بن عبدالله، للشركةوللصناعات الوطنية.
كما تثمن الشركة، الدعم الحكومي المتواصل والذي كان له الأثر الكبير في تمكين الشركة من تنفيذ مشاريعها الاستثمارية، وتخص الشركة الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة بقطاع الصناعة والتعدين،وعلى رأسها وزارة الطاقة والثروة المعدنية، ووزارة المياه والري، ووزارة الصناعة والتجارة والتموين، ووزارة الاستثمار، لجهودهاالمبذولة في تذليل العقبات وتسهيل الإجراءات وتوفير البيئة المناسبةلتنفيذ مشاريع الشركة، مما يساهم في تعزيز مساهمتها فيالاقتصاد الوطني وتحقيق أهدافها الاستراتيجية. إن هذا الدعميعكس حرص الحكومة على دعم قطاعات صناعة والتعدين والأسمدة وتعزيز تنافسيتها، مما ينعكس إيجاباً على الاقتصادالوطني ككل.
والشكر موصول أيضاً لشركة إدارة الاستثمارات الحكومية التيتملك 26% من رأس مال الشركة، والمؤسسة العامة للضمانالاجتماعي التي تملك 10%، إضافة إلى وزارة المالية التي تملك1% من رأس المال لدعمهم المتواصل وثقتهم الكبيرة في الشركة. إنمساهمتهم الفعّالة ودورهم المحوري في دعم مسيرة الشركة لهومحل تقدير كبير، ويساهم بشكل مباشر في تحقيق النجاحاتوالإنجازات التي نفخر بها.
كما تتوجه الشركة كذلك بخالص الشكر والامتنان للشركاء كافة علىدعمهم المستمر وثقتهم الكبيرة، وعلى وجه الخصوص شريكهاالاستراتيجي مجموعة SDIC الصينية الحكومية التي تملك 28% من رأس مال الشركة والشركة العربية للتعدين التي تملك 20% من رأس مال الشركة، والحكومة العراقية التي تملك 5% من رأسمال الشركة، والشركة الليبية للاستثمارات الخارجية التي تملك 4% من رأس مال الشركة، والهيئة العامة للاستثمار – الكويت والتي تملك أيضاً 4% من رأس مال الشركة، حيث تعد هذه المساهمات نموذجاً مميزاً للشراكات العربية والدولية المثمرة التي ساهمت فيتعزيز نجاحات الشركة وتوسيع آفاقها.
كما تتوجه بجزيل الشكر لأعضاء مجلس الإدارة على رؤيتهمالاستراتيجية ودعمهم المستمر الذي كان ولا يزال ركيزة أساسية فيتحقيق الإنجازات والارتقاء بمكانة الشركة على المستويين المحليوالدولي.